السجن مدى الحياة لقاتل امرأة طُعنت أمام ابنتها في كرنفال نوتينغ هيل

عرب لندن

قضت محكمة بريطانية بالسجن مدى الحياة، مع تحديد الحد الأدنى لفترة العقوبة بـ29 عامًا، على شاكيل ثيبو، البالغ من العمر 20 عامًا، بعد إدانته بقتل شير ماكسيمن، 32 عامًا، طعنًا بالسكين أمام ابنتها ذات الثلاثة أعوام خلال فعاليات يوم العائلة في كرنفال نوتينغ هيل.

وذكر القاضي فيليب كاتز أن الجريمة ارتُكبت "بوقاحة" في وضح النهار، وعلى مرأى من الشرطة وعائلات الضحايا. وأوضح أن المتهم استخدم سكينًا كبيرًا في تنفيذ جريمته، موجّهًا طعنة قاتلة إلى فخذ السيدة ماكسيمن، التي انهارت أرضًا بعد لحظات من محاولتها النهوض مجددًا، وذلك بعدما كان قد نفّذ هجومًا آخر على أدجي إسحاق، 20 عامًا، حيث طعنه مرارًا في بطنه.

وبحسب ما ذكره موقع "ذا ستاندرد" The Standard، وقعت الحادثة في الخامس والعشرين من أغسطس/آب من العام الماضي، حين اندلع شجار بين مجموعة من الرجال، من بينهم الإخوة الثلاثة من عائلة ثيبو، بالقرب من المكان الذي كانت تتواجد فيه الضحية.

ووفقًا لما استمعت إليه المحكمة في أولد بيلي، تدخل الشرطي أوليفر مورت في محاولة لفضّ الاشتباك بعد أن بدأ شيلدون ثيبو، البالغ من العمر 25 عامًا، مواجهة جسدية مع رجلين آخرين. غير أن شيلدون وشقيقه شايم، البالغ من العمر 22 عامًا، اعتديا على الضابط مستخدمَين مسدسًا صاعقً

وذكرت هيئة الادعاء، بقيادة المدعي العام إد براون، أن السيدة ماكسيمن كانت برفقة ابنتها الصغيرة لحضور فعاليات الكرنفال، قبل أن تجد نفسها وسط فوضى الاشتباك. وأوضح براون أن المتهم الرئيسي، شاكيل، كان يحمل السكين عمدًا إلى موقع الحدث، في دليل على نيته المبيتة، مؤكدًا أن طعناته للسيدة ماكسيمن لم تكن عرضية.

وخلال الجلسة، أظهر شاكيل ثيبو القليل من التفاعل، مكتفيًا بالنظر إلى الأمام وهو يرتدي كمامة طبية وقبعة زرقاء. وادعى في دفاعه أن السكين لم يكن بحوزته سابقًا، وإنما التقطه من المكان دفاعًا عن النفس، كما اعتبر أن مقتل السيدة ماكسيمن كان "حادثًا غير مقصود". محاميه، فيليب إيفانز، نقل للمحكمة "ندم" موكله و"أسفه" على ما حدث.

وأدانت المحكمة شاكيل ثيبو بالقتل، ومحاولة إلحاق أذى جسدي جسيم بأدجي إسحاق، بالإضافة إلى حيازة سلاح هجومي. فيما أُدين شقيقه شيلدون بالتسبب في اضطرابات عنيفة والاعتداء على ضابط الشرطة، بانتظار صدور الحكم عليه في وقت لاحق. أما الشقيق الثالث، شايم، فقد أُدين بالاعتداء على الشرطي، بعد أن بُرّئ من تهمة المشاركة في أعمال الشغب، وصدر بحقه حكم بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ لمدة 18 شهرًا.

ووجّه القاضي كاتز تحذيرًا شديدًا إلى شايم، قائلاً إن "الولاء العائلي لا يبرر انتهاك القانون"، مؤكدًا أن اعتداءه على ضابط الشرطة يُعد سلوكًا بالغ الخطورة.

وفي بيان مؤثر، تحدثت الجدة فيلين ماكسيمن عن خسارتها لحفيدتها شير، قائلة: "لقد حملتك بين ذراعي عندما وُلدت، وقضيت معك 32 عامًا من الحب والفرح. لن أراك تتزوجين أو تنجبين أطفالًا. لن يُملأ الفراغ الذي تركته في قلبي أبدًا". وأضافت باكية: "لن تعودي إلى منزلي ولن أسمع صوتك مجددًا يناديني 'يا مربية'. حياتنا لن تعود كما كانت".

وأكد القاضي أن "تأثير وفاة شير ماكسيمن على أسرتها لا يمكن المبالغة في وصفه"، مشيرًا إلى أن الفوضى في الكرنفال خرجت عن سيطرة الشرطة، وأن توثيق الجريمة عبر الكاميرات المحمولة على أجسام الضباط أظهر مشاهد مروعة.