عرب لندن 

أعلنت الحكومة البريطانية عن تجميد المنح المالية التي تُقدّم للجامعات لتغطية تكاليف تدريب الكوادر الطبية، بما في ذلك التمريض والقبالة والمهن الصحية المساعدة، في خطوة تمثل تقليصًا فعليًا في التمويل وسط ارتفاع التكاليف، ما يهدد خطة NHS لإنهاء الاعتماد على العمالة الأجنبية.

وبدورها أكدت وزيرة التعليم بريجيت فيليبسون في رسالة إلى "مكتب الطلاب" أن مستوى التمويل لكل طالب في هذه التخصصات سيظل كما هو دون زيادة، رغم الارتفاع المستمر في النفقات. ويأتي هذا القرار ضمن خفض إجمالي بقيمة 108 ملايين جنيه إسترليني في منحة "الأولويات الاستراتيجية" المقدمة للجامعات هذا العام.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة التليغراف "Telegraph" رغم اعتراف الوزيرة بأهمية التمريض كاختصاص استراتيجي، إلا أن محدودية الموارد أجبرت الحكومة على تثبيت التمويل اسميًا، مما يفاقم الضغوط على الجامعات التي تواجه بالفعل تحديات مالية كبيرة في الحفاظ على برامج التدريب الطبي.

وحذرت المديرة التنفيذية لكلية التمريض الملكية في إنجلترا، باتريشيا ماركيز، من أن تجميد التمويل قد يؤدي إلى فقدان وظائف أكاديمية وتهديد استمرارية برامج التمريض، التي تعدّ الطريق الرئيس لدخول المهنة. كما أكدت فيفيان ستيرن، الرئيسة التنفيذية لاتحاد جامعات المملكة المتحدة، أن تخفيض الدعم إلى جانب خفض تمويل التدريب المهني، سيؤثر سلبًا على قدرة البلاد على إعداد الكوادر الصحية اللازمة.

ووصفت لورا تروت، وزيرة التعليم في حكومة الظل، القرار بأنه دليل على عدم جدية حزب العمال في تقليل الاعتماد على الهجرة، مشيرة إلى أن تخفيض التمويل وإلغاء برامج التدريب المهني المتقدمة سيؤديان إلى نقص بنحو 11 ألف ممرض في خطة القوى العاملة بـNHS.

ويأتي هذا القرار مع اقتراب إعلان مراجعة شاملة للإنفاق الحكومي، يتوقع أن تستثني ميزانية المدارس من التخفيضات، بينما يتحمل التعليم العالي والتدريب المهني الجزء الأكبر من تقليص الموارد، في ظل تركيز الحكومة على دعم قطاعات الصحة والدفاع.

وفي مواجهة الانتقادات، قال متحدث رسمي باسم الحكومة إنهم يقدرون دور الممرضين والقابلات، ولذلك أُعْطِيَت الأولوية لتمويل هذه البرامج الحيوية، مشيرًا إلى أن الحكومة تواجه ضغوطًا مالية استثنائية تتطلب اتخاذ قرارات صعبة لضمان استقرار الجامعات ماليًا، بما في ذلك زيادة الرسوم الجامعية.

وأكد المتحدث التزام الحكومة بتحسين أداء NHS وضمان توافر الكوادر المناسبة في الوقت والمكان المناسبين، مع الحفاظ على جاذبية مهنة التمريض كخيار مهني مستدام.


 


 

التالي رغم انخفاض أسعار المنازل.. سكان لندن يغادرون نحو الأرياف والبلدات