اليونيسف: أطفال المناطق الفقيرة في إنجلترا يواجهون أوضاعًا صحية وتعليمية مقلقة

عرب لندن 

كشف تقرير جديد صادر عن منظمة "يونيسف المملكة المتحدة" أن الأطفال الذين يعيشون في المناطق الأكثر حرمانًا في إنجلترا يواجهون تحديات صحية وتعليمية كبيرة مقارنة بأقرانهم في المناطق الأكثر ثراءً. ووجد التقرير أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للسمنة وتسوس الأسنان وزيارات متكررة لأقسام الطوارئ، مما يؤثر بشكل مباشر على فرص نموهم وتحقيق إمكاناتهم في المستقبل. 

ودعت المنظمة الحكومة البريطانية إلى رفع الحد الأقصى لاستحقاق إعانة الطفل، الذي يقتصر حاليًا على طفلين، مشيرة إلى أن بيئة النشأة حتى سن الخامسة تلعب دورًا حاسمًا في النتائج المبكرة للأطفال.

وفقاً لما ذكرته صحيفة ستاندرد "Standard" حللت الدراسة التي شملت 151 سلطة محلية في إنجلترا مستويات الحرمان مقارنة بمجموعة من مؤشرات الصحة والتعليم للأطفال في سنواتهم الأولى، ووجدت أن المناطق الأكثر حرمانًا تتأخر بأكثر من الضعف عن تحقيق هدف الحكومة بوصول 75% من الأطفال إلى "مستوى نمو جيد"، وهو الهدف الذي لا تحققه سوى أربع سلطات محلية فقط حتى الآن. 

وأظهر التقرير أن 29% من الأطفال في المناطق الفقيرة يعانون من تسوس الأسنان المتقدم وغير المعالج، مقارنة بـ15% فقط في المناطق الغنية، بينما تزيد احتمالات فقدان الأسنان بسبب التسوس بثلاثة أضعاف بين أطفال الفقراء. 

كما يعاني حوالي ربع الأطفال في سن 4 إلى 5 سنوات في المناطق المحرومة من السمنة أو زيادة الوزن، مقارنة بنسبة 12.9% في المناطق الثرية، ويبلغ معدل زيارات أقسام الطوارئ للأطفال في هذه المناطق 1020 زيارة لكل 1000 طفل، وهو معدل أعلى بنسبة 55% من المناطق الغنية.

وحددت الدراسة خمس مناطق أكثر حرمانًا هي بلاكبول، كنوزلي، ليفربول، كينغستون أبون هال، وميدلزبرة، وجاءت جميعها ضمن أدنى 20% في خمسة من أصل ستة مؤشرات رفاهية الطفل. 

وأشار التقرير إلى أن 1.2 مليون طفل تحت سن الخامسة يعيشون في فقر في أنحاء إنجلترا، ما يمثل 35% من إجمالي هذه الفئة العمرية، كما سجلت المملكة المتحدة أكبر زيادة في معدلات فقر الأطفال بين دول الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

ودعت اليونيسف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل توفير تمويل طويل الأمد ومستدام لخدمات الطفولة المبكرة، وتوسيع مراكز الأسرة، وتوظيف ألف زائر صحي إضافي سنويًا، وضمان الحصول على ساعات الحضانة الممولة من الدولة لجميع الأطفال فوق عمر السنتين على نحو متساو.

ومن المقرر أن تسلم المنظمة عريضة تحمل أكثر من 105 آلاف توقيع إلى رئيس الوزراء في داونينغ ستريت يوم الثلاثاء، تطالب بزيادة الاستثمار في السنوات الأولى من حياة الطفل. وحذر الدكتور فيليب غودوين، المدير التنفيذي ليونيسف المملكة المتحدة، من أن استمرار الفقر يهدد مستقبل مئات الآلاف من الأطفال، مؤكدًا أن نتائج التقرير "غير مقبولة" وأن تأخير الإجراءات سيزيد من تعميق الفجوة، ويزيد من معاناة الأطفال.

ويذكر أن الحد الأقصى لإعانة الطفل، الذي فرض في 2015 في عهد وزير المالية المحافظ جورج أوزبورن، يمنع معظم الأسر من الحصول على دعم مالي لأكثر من طفلين. وفي البرلمان، أكد زعيم حزب العمال السير كير ستارمر الأسبوع الماضي عزمه القوي على خفض فقر الأطفال، قبيل إعلان الاستراتيجية الحكومية الجديدة بشأن هذه القضية.