عرب لندن
أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم الإثنين، عن خطة لبناء ما يصل إلى 12 غواصة هجومية جديدة تعمل بالطاقة النووية وتحمل تسليحاً تقليدياً، ضمن مراجعتها الدفاعية الكبرى التي تهدف إلى تعزيز الجاهزية العسكرية في مواجهة التهديدات المتزايدة، وعلى رأسها الخطر الروسي.
ووفقاً لموقع "بي بي سي" BBC، ستبدأ هذه الغواصات الجديدة بالحلول تدريجياً مكان غواصات "أستيوت" السبع التابعة للبحرية الملكية اعتباراً من أواخر ثلاثينيات هذا القرن. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني، خلال زيارته لحوض بناء السفن التابع لشركة BAE Systems في مدينة غلاسكو، عن ثقته "بنسبة 100%" في قدرة الحكومة على تنفيذ هذا البرنامج الطموح، والذي يشمل إنفاق 15 مليار جنيه إسترليني على تحديث الرؤوس النووية وتوفير آلاف الأسلحة بعيدة المدى، ضمن حدود الميزانية الحالية.
وأكد رئيس الوزراء كير ستارمر في مقابلة إذاعية أن التهديد الروسي "لا يمكن تجاهله"، وأن "أفضل وسيلة لردع النزاعات هي الاستعداد لها"، مضيفاً أن الحكومة ستتبنى نهجاً دفاعياً قائماً على الأولوية لحلف الناتو، لضمان مساهمة كل خطواتها في تعزيز قوة التحالف.
وشملت المراجعة التي أعدها وزير الدفاع الأسبق اللورد روبرتسون، والتي كُلف بها بعد وصول حزب العمال إلى السلطة في يوليو الماضي، 62 توصية وافقت الحكومة على تنفيذها بالكامل. كما تعهدت الحكومة بزيادة الإنفاق الدفاعي من 2.3% إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، وهي خطوة رحبت بها الأحزاب المعارضة وسط إجماع متزايد على ضرورة تعزيز قدرات الجيش.
إلا أن توقيت الوصول إلى هدف الـ3% في الإنفاق الدفاعي أثار جدلاً سياسياً، إذ تضع الحكومة سقفاً زمنياً لذلك في عام 2034، بينما ترى المعارضة المحافظة أنه يجب تحقيقه بحلول نهاية العقد الجاري، ما يعني رفع الإنفاق بنحو 20 مليار جنيه سنوياً.
وأكد ستارمر أن حكومته لن تحدد موعداً نهائياً للوصول إلى النسبة الجديدة إلا بعد التأكد من كيفية تمويلها، مضيفاً أن تحديد تاريخ دون دراسة مالية سيكون مجرد استعراض سياسي.
ومن بين الإعلانات الأخرى التي تضمنتها المراجعة: تخصيص 1.5 مليار جنيه لبناء ستة مصانع جديدة تضمن قدرة إنتاج ذخائر مستدامة على مدار الساعة، وإنشاء "قيادة الحرب السيبرانية والمجال الكهرومغناطيسي" لتعزيز القدرات الهجومية والدفاعية في الفضاء الإلكتروني، وبناء ما يصل إلى 7000 سلاح بعيد المدى من صواريخ وطائرات مسيّرة داخل المملكة المتحدة، بالإضافة إلى تخصيص 1.5 مليار جنيه لإصلاح المساكن العسكرية حتى عام 2029، ومليار جنيه لتطوير تكنولوجيا تسريع إيصال معلومات الاستهداف إلى الجنود.
وفيما يتعلق بعدد أفراد الجيش، قال وزير الدفاع جون هيلي إنه لا يخطط لزيادة حجمه قبل الانتخابات العامة المقبلة، بل يركز أولاً على وقف التراجع العددي، مستهدفاً الوصول إلى 73,000 جندي دائم خلال الفترة البرلمانية القادمة.
وتشير وزارة الدفاع إلى أن غواصات الجيل الجديد التي ستحمل اسم SSN-AUKUS، طُوّرت بالتعاون مع البحرية الأسترالية بموجب اتفاقية أعلن عنها في عام 2021، وستُبنى بوتيرة غواصة كل 18 شهراً. ومن المقرر أن يشهد برنامج البناء توسعاً كبيراً في القدرات الصناعية بموقعي BAE Systems في بارو بشمال إنجلترا، ومصنع رولز رويس في ديربي، المتخصص في تصنيع المفاعلات النووية.
يُذكر أن العمل جارٍ بالفعل على تحديث الرؤوس النووية لصواريخ ترايدنت، وهي جزء من منظومة الردع النووي البريطانية الدائمة في عرض البحر، كما جدّد ستارمر التزام حزبه بتسليم غواصات "دريدنوت" المسلحة نووياً، التي ستخلف أسطول "فانغارد" المتقادم اعتباراً من أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.