عرب لندن

يواجه المجلس الثقافي البريطاني خطر الإغلاق في ما يصل إلى 60 دولة، إثر طلب وزاري بإعداد خطط إنفاق جديدة تشمل الإبقاء على التمويل الحالي أو خفضه بنسبة 2% سنويًا، ضمن مراجعة شاملة للإنفاق الحكومي.

ووفقًا لموقع صحيفة “الغارديان” The Guardian، طُلب من المجلس إعداد سيناريوهين للتعامل مع الموازنة المستقبلية، مشابهين لتلك التي فرضت على خدمة بي بي سي العالمية، ما قد يؤدي إلى إغلاق واسع النطاق لفروع المجلس حول العالم. وتأتي هذه التحركات في ظل التخفيضات الأخيرة في ميزانية المساعدات الدولية التي أقرتها حكومة كير ستارمر، والتي أثارت انتقادات من قبل دبلوماسيين وقادة عسكريين يرون في المجلس أداة فاعلة في ترسيخ القوة الناعمة البريطانية.

وقال سكوت ماكدونالد، الرئيس التنفيذي للمجلس، إن "الاستثمار في القوة الناعمة أمر ضروري لأي دولة ترغب في أن تظل فاعلة على الساحة الدولية"، مؤكدًا أن حجم التمويل الحكومي سيؤثر بشكل مباشر على استمرارية عمل المجلس في العديد من الدول. وسبق أن حذّر من احتمال "زوال المجلس خلال عقد من الزمن" إذا استمرت الضغوط المالية الحالية.

ويعتمد المجلس على إيرادات سنوية تُقدّر بنحو مليار جنيه إسترليني، يأتي 85% منها من خدمات تعليم اللغة الإنجليزية حول العالم. أما التمويل الحكومي المباشر فقد بلغ 163 مليون جنيه في عام 2024-2025، مصدره الأساسي ميزانية المساعدات الدولية.

وكانت الحكومة قد قررت في وقت سابق من هذا العام خفض نسبة الإنفاق على المساعدات من 0.5% إلى 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي، لتوفير نحو 6 مليارات جنيه لصالح الإنفاق الدفاعي، مما انعكس سلبًا على مؤسسات كالمجلس الثقافي البريطاني وخدمة بي بي سي العالمية.

وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة “الغارديان” The Guardian أن المجلس طلب زيادة سنوية بقيمة 20 مليون جنيه للمساعدة في تغطية أقساط قرض بقيمة 197 مليون جنيه حصل عليه خلال الجائحة، والذي يُكلفه سنويًا نحو 14 مليون جنيه.

وفي حال عدم تلبية هذا الطلب، قد يُجبر المجلس على إغلاق مكاتبه في 40 دولة، في حين يتطلب سيناريو خفض التمويل بنسبة 2% سنويًا إغلاق ما يصل إلى 60 مكتبًا إضافيًا، وذلك بالإضافة إلى 20 مكتبًا أغلقها المجلس منذ عام 2021 بعد تخفيضات بلغت 185 مليون جنيه على مدى خمس سنوات.

وأثارت هذه الأزمة قلقًا واسعًا لدى نخبة من السياسيين والعسكريين البريطانيين الذين بعثوا برسالة إلى رئيس الوزراء يحثونه فيها على حماية المجلس من مزيد من التخفيضات. ووقع الرسالة كل من وزير الداخلية السابق جيمس كليفرلي، ووزراء الدفاع السابقين غرانت شابس، وبن والاس، ومايكل فالون، ووزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند، إضافة إلى القائدين العسكريين السابقين ريتشارد دانات وديفيد ريتشاردز.

وجاء في الرسالة: "في ظل تصاعد التنافس الدولي على النفوذ، أصبحت مساهمة المجلس في أمننا القومي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. ندعو إلى الاستثمار في هذا المورد الوطني قبل فوات الأوان".

وأكد بيتر ريكيتس، مستشار الأمن القومي السابق وأحد الموقعين على الرسالة، أن "استثمارًا بسيطًا في مؤسسة مثل المجلس الثقافي البريطاني يُغني عن نفقات عسكرية باهظة".

من جهتها، صرّحت وزارة الخارجية بأنها ستواصل دعم المجلس بأكثر من 160 مليون جنيه في موازنة 2025-2026، مؤكدة أن القرارات المتعلقة بالتمويل المستقبلي لم تُتخذ بعد.

التالي وزارة التكنولوجيا البريطانية تبحث إجراءات صارمة للحد من إدمان الأطفال على الهواتف