عرب لندن

أطلق رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، تحركًا دبلوماسيًا عاجلًا لاحتواء التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، في وقت حذّرت فيه وزارة الخارجية البريطانية المواطنين من السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، على خلفية الضربات المتبادلة بين الجانبين.

وقالت رئاسة الحكومة البريطانية إن جميع “الخطط البديلة”، بما في ذلك إجلاء المواطنين البريطانيين من إسرائيل، تخضع لمراجعة مستمرة، في ظل المخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.

ويُجري ستارمر مباحثات مع رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، خلال زيارته إلى أوتاوا، تتناول التصعيد العسكري الأخير، وذلك قبل مشاركته في قمة مجموعة السبع المقررة في كاناناسكيس بمقاطعة ألبرتا غربي كندا. 

ورغم عدم الكشف عن جدول لقاءاته في القمة، من المتوقع أن يعقد مشاورات ثنائية مع عدد من قادة الدول، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذين تواصل معهم هاتفيًا منذ بداية التصعيد.

وقال المتحدث باسم ستارمر من العاصمة الكندية: “أولويتنا، كما أكدنا مرارًا، هي التهدئة. نحن نركز على خفض التصعيد ونعمل على ذلك عبر تنسيق مستمر مع شركائنا الدوليين”.

وفي تصريحات للصحفيين على متن الطائرة المتجهة إلى كندا، رفض ستارمر استبعاد دعم بلاده لإسرائيل في مواجهة الهجمات الإيرانية، رغم تهديد طهران باستهداف القواعد العسكرية البريطانية في حال تدخلت لندن عسكريًا.

من جهتها، وصفت وزيرة الخزانة البريطانية، رايتشل ريفز، إرسال مقاتلات “تايفون” وطائرات للتزود بالوقود إلى الشرق الأوسط بأنه “إجراء احترازي”، مشيرة إلى أن “هذا لا يعني أننا في حالة حرب”، لكنها لم تستبعد تدخلًا دفاعيًا، مشيرة إلى أن بريطانيا سبق أن شاركت في اعتراض صواريخ أُطلقت نحو إسرائيل.

وبشأن حدود هذا الدعم، أكد المتحدث باسم داوننغ ستريت أن بريطانيا “تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، لكنه شدد في المقابل على أن أي رد يجب أن يظل “ضمن إطار القانون الدولي”، نافيًا أن تدعم لندن أي تحرك عسكري يستهدف تغيير النظام في إيران.

وفي تطور لافت، أصدرت وزارة الخارجية البريطانية صباح الأحد تحذيرًا هو الأشد منذ سنوات، دعت فيه المواطنين البريطانيين إلى تجنب السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. ووصفت الإرشادات المحدّثة الوضع بأنه “يتطور بسرعة ويحمل مخاطر كبيرة”، محذرة من أن وثائق التأمين قد تصبح غير صالحة في ظل الظروف الراهنة.

وجاء هذا التحذير بعد أن شنت إيران ضربات صاروخية استهدفت مناطق مدنية في إسرائيل، بينها مدينة بات يام الساحلية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصًا. وردًا على ذلك، نفّذت إسرائيل سلسلة ضربات جوية داخل العمق الإيراني، مستهدفة منشآت تابعة للحرس الثوري وحقل “بارس الجنوبي” للغاز.

وتوعد الرئيس الإيراني، مسعود بيزشكيان، برد “أشد وأكثر حسماً” في حال استمرت الهجمات الإسرائيلية، بينما اتهم وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تل أبيب بمحاولة “جرّ المنطقة إلى حرب أوسع”، محذرًا من أن النزاع قد يمتد إلى الخليج إذا لم يتم احتواؤه. كما زعم أن الضربات تهدف إلى إفشال المفاوضات النووية مع واشنطن، وأنها ما كانت لتقع “لولا ضوء أخضر أمريكي”.

وفي ظل ارتفاع أسعار النفط وتصاعد حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، تواجه الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا، ضغوطًا متزايدة للسيطرة على الموقف وضمان حماية إمدادات الطاقة.

وفي هذا السياق، اعتبرت السفيرة الإسرائيلية لدى بريطانيا، تسيبي هوتوفيلي، أن أوروبا “تدين بالشكر لإسرائيل” على ما وصفته بـ”ضربة استباقية مشروعة” للبنية التحتية النووية الإيرانية، معتبرة أنها جاءت ردًا على رفض طهران لكل المبادرات الدبلوماسية.

السابق حكومة العمال تمنح أولوية منح العقود للشركات الداعمة للوظائف المحلية
التالي بسبب موقفه من غزة.. مستشار بريطاني يرفض جائزة يرعاها بنك HSBC